Che.Khal6d .
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 300 العمر : 40 الموقع : http://www.jbhawy.yoo7.com/ تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: الجبهة الشعبية هدف للرماية ....سامي الأخرس 2010-05-16, 23:28 | |
| الجبهة الشعبية هدف للرماية .... سامي الأخرس
ربما من أكثر الأمور تعقيدًا البحث عن شيء مسيء في إنسان خلوق، ومحاولة التنقيب بكل زاوية وركن في شخصيته أو سلوكه العام لتقتنص شيئًا ما يمنحك فرصة لتشويه هذا الإنسان والنيل منه، وهو ما يحدث حاليًا مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي لا تحتاج مدافعًا عنها، أو مناصرًا لها لما تملكه من مصداقية ثورية وكفاحية ونضالية، تاريخًا، وحاضرًا، وربما مستقبلًا، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الجبهة الشعبية تنظيمًا أو حزبًا وصل حد الكمال، لا بل إنه له الكثير من الأخطاء، والعديد من التراجعات سواء السياسية أو الجماهيرية، ولكنها جميعًا لم ترتقِ لدرجة الأخطاء القاتلة، أو الكبيرة التي لا يمكن التغلب عليها وإصلاحها، فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التنظيم الفلسطيني الوحيد المعروف عنه القسوة في الحساب والعقاب، وخاصة مع رفاقه وأبنائه وكادره، وهو ما كان له تأثير كبير في تراجع الشعبية جماهيريًا لما فقدته من كادر وعناصر خلال المرحلة السابقة، بفعل العديد من الظروف منها المتعلقة بالجبهة الشعبية نفسها، ومنها ما هو بالظروف المحيطة بالجبهة الشعبية سياسيًا واقتصاديًا.
وتتميز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعديد من المعتقدات السياسية التي رسخها الرعيل الأول من رموزها القياديين وعلى رأسهم الرفيق المرحوم، والقائد جورج حبش الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يسأل عن غزة، وعن الانقسام الفلسطيني، ويردد عبارته الشهيرة بأن الدم الفلسطيني خط احمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف كان، ومهما كانت المبررات، وهو النموذج الذي لا يؤمن به البعض، الراغبون بالسلطة والحكم وغيره من مكتسبات أوسلو وما بعد أوسلو، وخاصة الأحزاب والتنظيمات التي تريد فرض وصايتها على الثورة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني تحت العديد من الشعارات منها ما هو وطني ومنها ما هو ديني..... إلخ، ويريدون الشعب الفلسطيني رهينة لأجندتهم الحزبية، ومعتقداتهم الفكرية، وعدم السماح لأي كان بالنقد أو التحدث بهموم وآلام الشعب الفلسطيني، بالرغم من أنهم لازالوا أطفال في السياسة الإقليمية والدولية، ومراهقين في العمل السياسي الرسمي والوطني، وتاهت بهم السبل، فتحولوا كمن مسه الشيطان في تسخير بعض الأقلام والأفواه التي لا تعرف من الوطنية سوى عصبية الجاهلية، التي هدم آخر أصنامها الرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة، ولكن الجاهلية لم تهدم بل استمرت فتاتها في العديد من العقول التي تلقب بالنفاق لأنها طفيليات لا تعيش إلا على النفاق، وهنا يراودني التاريخ الإسلامي عندما حارب الصديق أبو بكر المنافقين، بالرغم من أن بعضهم أمتنع عن بعض ما كان يؤمن به بعهد الرسول ولكنه يقول لا إله إلا الله – محمد رسول الله، وهو ما يؤكد أن المسلم ليس من أقام الصلاة، بل المسلم والإسلام مجموعة من السلوك، وليس مجموعه من الفرائض والمناسك فقط للتباهي بها، والإطالة في السجود بقوة لتظهر علامة على جبينه دليل إقامته للصلاة، والورع عملًا بسيماهم على وجوههم.
فالحديث هنا يطول عن المفارقة ما بين بلد بها مسلمين بلا إسلام، وبلد بها إسلام بلا مسلمين، كونها تحتاج الجهد والوقت للغوص والإبحار في هذه القضية العقائدية التي نعلمها ونتقنها ونعرفها، أكثر من الآخرين بكثير، لأننا مؤمنين سلوكيًا، وصادقين أخلاقيًا، ولنا في الحياة من السلوك والأداء ما يمنحنا الحق بالثورة على كل شيء خطأ.
نعود لما نحن نكتب عنه، ألاّ وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث منذ أيام تشهد حملة شرسة من بعض الأفواه والأقلام المرتجلة لتعقد مقارنات بين هذا وذاك وتحدد مواقف الجبهة الشعبية منها، وكأن الشر أصبح قدوة للخير حسب مقارنات أولئك، فمنذ متي يتخذ الشر كقدوة للخير إن كان هناك خير، ومنذ متى يتخذ السفيه قدوة للأمين والصادق والنبيل؟!! هذا يدل على ضعف حجتهم ونفاقهم، وأن أيديهم خاوية فينتابهم الضجر والأرق في التفكير بمبررات تشبع ترفهم وكروشهم، وأنفسهم المريضة التي أصابتها التخمة السلطوية، وحكومة الآمر والناهي.
وما بعد ذلك طالعتنا الأنباء بعرض الرئيس الفلسطيني منصب النائب على السيد عبد الرحيم ملوح (الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية) وتصوير الأمر كأنه سقطه للجبهة الشعبية، بالرغم من أن الخبر سياسيًا يعتبر منطقيًا – حسب وجهة نظري- ولكنه تنظيميًا يعود لتقديرات الجبهة الشعبية، فلماذا لا يكون الرفيق ملوح نائب للرئيس؟ وما المرعب أو الخطأ بذلك؟ فالأحزاب الفلسطينية المعارضة والتي تتبنى المقاومة وتتحدث باسمها وتعلن رفضها لكل أوسلو وأخواته، هي صاحبة الأغلبية بالمجلس التشريعي التابع لأوسلو، وهي الحكومة ورئيس الحكومة، وهي التي تدافع عن سلطتها رغم انتهاء مدتها القانونية، وهي التي خاضت حرب داخلية شرسة وقاتلة لأجل سلطة أوسلو، فما الخطير بالأمر إذ يتولى ملوح نائب الرئيس بالعكس فإن حدث هذا الأمر فهو رحمة للشعب الفلسطيني، حيث يصبح القرار الوطني القائم فعلًا بشكل جماعي وبشراكه وطنيه يتحمل مسؤولياتها الجميع من قوى الشعب الفلسطيني، بالرغم من تقديري لاستحالة موافقة الجبهة الشعبية على هذا الشيء إن حدث.
الأمر الآخر الذي طالعتنا به آخر صيحات الموضة خبر على الصفحة الخامسة لصحيفة فلسطين الصادرة في غزة يوم السابع من مايو 2010م والمدعى بأن الرفيق مجدي الريماوي المشارك في عملية اغتيال الصهيوني زئيفي، قد انتقل في سجنه لحركة حماس إيمانا بفكرها ومعتقداتها، وتم تسويق الأمر أو الخبر بالضربة القاصمة والقاسية بحق الجبهة الشعبية، بالرغم من الأمر للوهلة الأولى يبدو عاديًا جدًا، فالمعتقدات الفكرية والأيديولوجية للإنسان تخضع لقناعاته الداخلية، وهذا حق أصيل من حقوق الإنسان لا يمكن تجاهله، أو إكراهه عليه، فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لا تقف على رفيق أو شخص أو اثنان برغم حرصنا وحبنا وتمسكنا برفيقنا مجدي الريماوي الذي يعتبر رمزًا لأروع نموذج نضالي يمكن أن يرسم على لوحة فلسطين المناضلة، وبالرغم من عدم قناعتي المطلقة بالخبر ومصداقيته، وهو سرعان ما أكدته زوجة الرفيق مجدي ونفته جملة وتفصيلا، وهو ليس المهم هنا، بل المهم تواتر الأخبار والأنباء حول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منذ بيانها الشهير الشديد بحق الضرائب التي يتم فرضها على أهل قطاع غزة من قبل الحكومة المقالة، وهي أخبار تعتبر ضمن حملة شرسة نفسيًا، وسياسيًا تأتي ضمن الحرب النفسية ضد الجبهة وكلي ثقة بأن الرفاق بالجبهة الشعبية يدركون ذلك، بل يديرون له الظهر ولا يعيرونه أدنى أهمية، كمقالات البعض الذين يحاولون أن ترد عليهم الجبهة فيكتب الصغار عسى أن يرد عليه الكبار، ولكن الكبار حتى لا يقرأون له وإن قرأوا يضحكون يسخرون يبتسمون، فيقولون دع القافلة تسير ......
ذكرت في بداية مقالي إنني لا أدافع عن الجبهة الشعبية لأنها لا تحتاج أحد ليدافع عنها، ولا ينقصها عقول وفكر وعلم لكي يدافع عنها أحد، ولكن هذا من باب الإنصاف لتنظيم وحزب تحاك ضده منذ بزوغ فجره عشرات المؤامرات لكسره وثنيه عن دربه، لأنه الأصدق في مسيرته، ورغم ذلك لا زال يواصل النحت بالصخر الوطني، وينحت بجبال الكفاح ليبنى وطن اسمه فلسطين.
أما فيما يتعلق ببيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول ضرائب الحكومة المقالة في غزة، والانتقادات وحملة الاعتقالات التي شنت حولها، فهنا أستذكر مقال لكاتب فلسطيني ينتمي لحركة حماس، وهو البروفسور محمد اسحق الريفي، وللحق فقد أعجبني هذا الكاتب وهو يقول على أعضاء المجلس التشريعي المنتمين لحماس النزول للجماهير وسماع آلامها وشكاويها، فلا يمكن أن تكون الشكوى بلا مبرر، فلا يمكن لإنسان أن يتآوه وهو ليس مريض، ولا يمكن لإنسان يتضور جوعًا وهو شبعان، ودعاهم للنزول للشارع والتقرب لناخبيهم وسماع شكواهم، أفضل من مهاجمة وتخوين كل من ينتقدهم ويوجه الانتقادات لهم، حتى لو كانت باطله أو كاذبة، وهنا البروفسور الريفي شخص وعالج بآن واحد، ولم تأخذه العزة بالإثم ليصب جم غضبه ضد المنتقدين، بل قدم الروشته الصحية والطبية للعلاج الفعلى، وهو ما يذكرني بحوار لي مع صديق من العلاقات العامة بحركة حماس، فأقول له لماذا لا ترفعوا تقارير عن شكاوى الناس لقيادة الحركة؟ وتحدثوهم عن هموم الناس؟ فلم يرد، ولكن باغتني شخص قريب جدًا من حركة حماس بالقول: لا إنهم يرفعوا تقارير ولكنها تقارير ترضى رغبات وشهوات العناصر والقيادات، فتكون تقارير نموذجية.
هذا الحديث ذكرني بالأقلام اللاهثة التي خرجت بعد بيان الجبهة الشعبية تبتكر الأكاذيب، وتختلق النفاق لتدافع عن جهالة الجاهلية التي يعيشوا بها، بالرغم أنهم يفصلهم عن غزة آلاف الأميال، وعن عذابات أبناء غزة مسافات كبيرة وطويلة في مستويات الحياة، وحجم المعانيات، فمن يُضرب ليس كمن يُعّد الضربات.
فالحقيقة مؤلمة دومًا، والصادق كاذب في عرف القرن الحادي والعشرين، وسياسة الضجيج والزعيق والعويل. ولكن يموت الزمار وأصابعه تلعب.
سامي الأخرس
| |
|