أهــلاً وسهــلاً بك رفيقي .. رفيقتي ..

أسعدنا تواجدك ويشرفنا انضمامك معنا في الملتقى

تحياتنا الرفاقية لك .. إدارة الملتقى ..

أهــلاً وسهــلاً بك رفيقي .. رفيقتي ..

أسعدنا تواجدك ويشرفنا انضمامك معنا في الملتقى

تحياتنا الرفاقية لك .. إدارة الملتقى ..

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد غالب اطميزة
؛
؛
محمد غالب اطميزة


عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 04/11/2010

مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش Empty
مُساهمةموضوع: مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش   مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش Icon_minitime2010-11-10, 02:11

أربأ بك أن أسميك قائداً، فلعمري اني أمقت هذه الأحرف، لما فيها من محمول طبقي ثقيل يشترط انقياد القطيع.

ما أوسع بيداء المسافة بين القائد والمقاتل، بين من يستجدي دولة من أوغاد البيت الأبيض وبين من لا يترك قتالهم حتى تغوص الخيل في الدم. هي المسافة نفسها بين مضاجعتهم عواصم الحكام، وبين نسف جدار حصار غزة، بين بيع نفط بغداد وبين مطاردة اليانكي في الأنبار، بين ثعلبة 14 آذار، وبين هزيمة الإمبراطورية في بنت جبيل.

حيت تقضي الشخصيات العامة، لا يجوز رثائها باللازمة الممرورة المحايدة: "قضاها في عمال البر والتقوى".

يرحل المناضلون، ترحل الشخصيات العامة وتبقى حية في مشاريعها وسياساتها وأفكارها. نتحاور معها أكثر مما نتذكرها، ونناقشها ونحاورها ونشتبك معها ونقاتلها ، ونحدد منها مواقف كما تحدد هي منا كذلك.

ليس هذا الرثاء مديحاً لك نبتغي منه تكسباً ما على حساب جثمانك المسجى في عين الزمان. فما أكثر الذين يتبارون في الندب والتفجع. وما أكثر متكسبي الثورات متخصصي الإتجار في بورصات الثورة المضادة.

هذا شأننا في رثاء الحكيم، حوار أحياء، فالشخصيات العامة لا تموت.

لم تقل لي قبل أن ترحل ايها السيد هل يمكن لجذوة التحرير ان تتقزَّم إلى مجرد شمعة احتجاج من برجوازية/زي صغير، صغاراً على ميدان المنارة برام الله؟ محاطة بفريق لمعان التصوير الفضائي والأرضي والسفلي؟ أم أن فكراً من طراز "غابة البنادق" لا يمضي في الشوط إلى تفاقمه القومي والطبقي والأممي.
انه هو، نعم. هل نحن في مرحلة التفجع بالشموع؟

لم تقل لي ايها الفارس إن كنت مت يوم إعلان الإستقلال الإحتفالي في الجزائر.
يوم توليد دولة تعويضا لتحرير وطن.

لم تقل لي، أيها العربي، لماذا جرى حل حركة القوميين العرب عام 1967، وهل كان هذا تمشياً مع الهزيمة، وارتداداً قطرياً عن المشروع القومي؟ هل كان خلطاً بين هزيمة قوميين برجوازيين صغاراً، وبين هزيمة أمة، والأمم لا تُهزم هزيمة مستدامة. فما زال جسد الحركة مسجً منذ يومها برسم الدفن. وكنت سألت هذا السؤال للجميع في كراسة: "بيان اشتراكي عربي" ولم يُحر لي أحد جواباً بعد!
وكنت أدفع راسي لو تعلِّمني كيف تمكنتم من إقامة حركة القوميين العرب، ولم تتمكنوا من قطف هبوب الشباب العربي لتشكيل حركة عربية يسارية على الأقل خلال عصر المقاومة الذهبي، فتفرق هؤلاء ايدي سبا في القطريات السوداء.
هل كان من مقتضيات الماركسية الكلاسيكية تحويل الأممي إلى قطري، متجاوزاً البعد القومي؟
وحبذا لو كنت قلت لي أن تحويل حركة القوميين العرب إلى تنظيم يساري قطري، لم تكن تجربة جذرية؟ أما أنا، واسمح لي أن اقلد المتنبي، الذي كلما مدح أحداً ذكر نفسه، فقد تحولت أنا حينها في ميعة الصبا من الحركة إلى الجبهة، حيث طغى لزوم الكفاح على لزوم الموقف الفكري والنظري.
وحين اعتقدت أني توازنت، واعتقدت بتوازن الجناح الذي انشق عن الجبهة "اي الجبهة الديمقراطية" ركضت إليها، معتقدا كما اعتقد إبراهيم بالقمر "هذا ربي". وحين لم أجد ربي هناك، غادرت لا أسفاً على أمر، ولا سعياً نحو مجد، ولكن أملاً في وطن الجغرافيا والفكر معاً، فأين أنت من جنتين معاً، ولذا كان أن دفعت ما دفعت!
لم تقل لي، ايها الرفيق، ولك أنت مجد المؤسس، فأنا أعرفك منذ بيروت في منتصف الستينات، لماذا لم أعد اسمع في الجبهتين اي خطاب ماركسي او شتراكي، بعد رحيل الوطن الطبقي (الإتحاد السوفييتي)، وبعد دفن الإنتماء القومي؟
ولم تجبني، ايها المناضل، لماذا يحاول من يمدحوك الآن أن يؤكدوا على دورك القومي، وهو صحيح، ولكنهم يتهربون خجلى من الحديث عن الشعارات الماركسية-اللينينة؟ هل كل هذا خوفاً من دولة رام الله العظمى اللبرالية ام امركة، أم خشية دولة غزة الإسلامية؟
لم تقل لي لو مررت بباريس وزرت كارلوس (الشاجال) كيف أبرر انتهائه بأيدي أوغاد السودان الهجريين وقد افتتحوا بمجده سوق نخاسة الثوريين؟
وهل كان لأبي هاني إلا أن يقضي لو كان سيعرف أن هذا مصير العملاق الذي ابى إلا أن تدوس قدمه عنق وزير النفط ؟ ألا تقسم يا ابا الميساء أنها لحظة عز؟
تعاندني راسي الحجرية فتأبى أن قلباً عظيماً مثلك توقف لنقص الكهرباء، وإخال، ولا أخفيك، وإنك تسمعني اللحظة أن رحيل قلبك كان لحظة رأيت الوحش الأميركي الأبيض، قبل ايام يراقص سيف ابن ابي طالب كما لو كان يغتصب فتاة "وامعتصماه".
كثيرة هي الاسئلة، لا بل إن كل وجودنا اليوم مثار سؤال كبير، ولكن قلبك الآن متعب، لك أن تنام، ولنا أن نواصل خلق الأجوبة.



وداعاً جورج حبش ... يا ربيع الثورة

ارا خاجادور

وصلتني تعزية بعد فترة وجيزة جداً تـُقاس بالساعات بعد رحيل المناضل الانساني والعربي والفلسطيني جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من المناضل أبي نافع من قلب الوطن الجريح العراق؛ العراق المحتل الذي يُقتل فيه الفلسطينيون على الطريقة نفسها التي يُقتل بها أشقاؤهم العراقيون، ومن ذات الجهات، وبذات الأدوات، ولذات الأغراض. وهذه هي الرسالة نصاً:

"ببالغ الحزن وعظيم الكرب تلقينا نبأ رحيل القائد الثوري والمناضل الصلب والعدو الحقيقي للصهيونية والامبريالية الرفيق جورج حبش.

نعزيكم ونعزي انفسنا وكل ثوار المعمورة.

آه كم هي كبيرة لوعتنا نحن ابناء شعب العراق حيث تخلو ساحتنا داخل الوطن اليوم من قائد ثائر بحجم الراحل الكبير.

المجد والخلود والذكر الطيب لحكيم الثورة الفلسطينية ...".

نقلت رسالة أبي نافع حزني على رحيل المناضل الكبير من وضع الى آخر، أستطيع أن أقول: إنها نقلتني الى حالة من تجاوز الحزن، وكادت أن تحولـّها الى حالة أو نوع من المراجعة الخاطفة، أو التذكر لشريط بعض الأحداث، وأطلقت التفكير في مسألة أثارتها التعزية نفسها: لماذا يتبادل الشيوعيون العراقيون الحقيقيون وأعداء كل احتلال التعازي بينهم على رحيل مناضل قومي أصيل وماركسي حقيقي؟

وهذا السؤال يعني الكثير، أي ربما يعني اننا بدءنا نتلمس الجرح الذي يؤكد على أهمية تعاون التقدميين على اختلاف توجهاتهم السياسية ومنطلقاتهم الفكرية والاجتماعية، ويدعو الى الأخذ باسلوب الحكيم الثوري والمباشر، الذي يقوم على الثقة الواعية والاحترام المتبادل، وليس على الهواجس الأمنية، أو المهادنة، أو نوازع الهيمنة والتسلط وإدعاء إمتلاك الحق والحقيقة.

كان المناضل الكبير يتعامل بذات الدفء والاخلاص مع كل أطراف حركة التحرر الوطني العربية، وكان يتعامل مع الأخرين كما يتعامل مع نفسه ورفاقه. وهذا ما خبرته شخصياً معه في كل من عمان ودمشق، وهذا السلوك السليم والفذ لم يقترن دائماً بمراحل الصعود الثوري للحركة الوطنية التحررية في ميدان نضالنا المشترك بل كان في الأيام القاسية أيضاً.

وقد لمست من البطل الفلسطيني التواضع الثوري في القول والعمل، فعلى سبيل المثال لاحظت عندما كنت مندوباً للحزب الشيوعي العراقي في مجلة قضايا السلم والاشتراكية في براغ أن الراحل لم يسأل، ولو لمرة واحدة، حين يعقد اللقاءات مع ممثلي الأحزاب الشيوعية وهيئة تحرير المجلة عن صفات من يقابلهم، كما جرت العادة عند العديد من المناضلين الآخرين.

وكان يتقصد في وقته الى أبعد الحدود حيث يركز في تناوله على الهموم الخاصة بشعبه المناضل، ولا يقدم العضات للآخرين على رفعة مقامه الرفيع عند كل الآخرين، وهم كانوا معنيين فعلاً بملاحظات الثورة الفلسطنية وأبطالها الذين قدموا دروساً ثورية فعلية تستحق التقدير، وبفعل يسعى الآخرون بحق لمعرفة خبراتها وتجاربها، وهي تخوض معركة في أخطر بقاع الدنيا، وقد حافظ الراحل في ذروة المد الثوري على تواضعه، ورسم الصور أو الصور دون رتوش.

وهو واضح للغاية في تحديد هدفه، ويمقت الحذلقة والمساومات، وهو يعيش هموم شعبه عن قرب، ولا يعرف الفواصل والحواجز عن الآخرين حتى عند ضرورات الحماية الأمنية للذات؛ من أجل الكل والقضية العادلة.

وأقول اليوم وأنا على ثقة تامة من أن رجلاً مثل الفقيد جورج حبش لا ينتهي دوره بمغادرة هذه الدنيا جسدياً، إنه يظل ملهماً لكل الطامحين الى العدل والحرية، والى إقامة العلاقات المثمرة والصادقة والبعيد عن الأنانية والمصالح الضيقة بين كل الثوريين أفراداً وجماعات.

ولا أجد حرجاً هنا في استعارة ما قالة السيد طلال سلمان عن الحكيم سياسياً ومهنياً في ـ جريدة السفيرـ في 28/1/2008 ـ والتي تعكس حقيقة الحكيم لحدود كبيرة "... لم يكن جورج حبش سياسياً، بالمعنى المألوف للكلمة، في أي يوم. ربما لهذا لم يتحرج من تبديل الإيديولوجيا، ولكن دائماً بهدف استنقاذ الحلم: تحرير فلسطين أو استعادتها. لكنه عاش مناضلاً في مختلف الساحات. وعاش دائماً حيث يفرض عليه النضال.".

وأوكد في هذه المناسبة الصعبة، وعلى أساس خبرة ابن بلد يعيش تحت وطئة الاحتلال الغاشم، وقد فرط البعض من أبنائه بالوطن والوطنية معاً؛ بأن الاخلاص بحد ذاته قوة جبارة في سوح النضال، والحكيم الراحل كان عصارة إخلاص، وموقد إقدام، ومثلاً مركزاً للسجايا النبيلة في كل زوايا ومحطات عمره المثمر والمشرف ومحط الاعجاب.

تحياتي وعزائي لعائلة الفقيد، ولكل رفاق دربه، والى كل الطامحين الى حشد القوى الخيرة في معركة العدل ضد الظلم، والحرية ضد الاستعباد، والسيادة ضد الاحتلال، والتضحية ضد الأنانية وبؤس التواطؤ على مصالح وحقوق الشعب.

وستظل فلسطين عموداً باسقاً وعالياً في خيمة الشعوب الحية والمناضلة والمحبة للكرامة والحرية والسلام المشرف والعادل.

نم قرير العين أيها الأخ والرفيق والصديق الكبير.

ولن تخلو الدنيا من ربيعها على الرغم من التصحر والسموم والرياح العاتية. نثق معاً بأن للشعوب عودتها ... والعود أحمد.

المجد لك.

والصبر لعائلتك ورفاقك ومحبيك.

كانت حياتك تستحق كل التقدير، وهل يطمح المناضل الى أكثر من ذلك.



جـورج حـبش

المُناضـل والإنـسان

- عبد الستار الكفــيري



لم تكن الشعارات التي أَطلقها مُشيعو " الحكيم " محضَ كلماتٍ عابرةٍ , تُقالُ في مناسبةٍ عابرةٍ , لم تكن كذلك , لا الشعارات التي أحاطت روح الراحل , ولا الحدث الذي إجتمع الناس بسببه . و لعلَ أبلغ دلالة لهذا , هو أن الشعارات التي تردد صداها عالياً لم تكن لترفع , لو لم يكن " الحكيم " وفياً لها , وما كان لتلك الجموع أن ترفعها , لو أنها لم تكن معنية بأن توصل صوتها للحكيم , لحظةَ التشييع , وكأن ما رددته يوحي بأنها تقول بأَعلى صوتها : أننا مثلك , وعلى نهجك , ووصيتك " فلسطين " باقية بين ضلوعنا..

عَرفته الجموع , مناضلاً جَسوراً , لا تقبل فلسطين لديه القسمة على إثنين , عَرفته الجموع طبيباً إنساناً , ولم تعرفه " تاجراً " , عرفته مفكراً وقائداً سياسياً , بكل ما ينطوي عليه الوصفان من معنى , ولم تعرفه " طارئاً " , عَرفته قومياً لا يهادن وأُممياً لا يساوم , عَرفته رفيقاً لوديع حداد , وكليهما يُعرَف بدلالة الآخر , ولم تعرفه " حليفاً لليسار الإسرائيلي " , عَرَفته كما كان ينبغي له أن يُعرَف , فشتان بين من يقضي وهو في عز تمسكه بثوابته ومبادئه وبين من يهوي وهو في ذروة هلاكه وتساقطه , كليهما راحلٌ لا محالة , فمن لم يمت بالسيف مات بغيره ..

رَحل وتركنا خلفه , ومعنا فلسطين , التي رفض زيارتها ذات نهار , مُعلناً بملء فيه : « أنا لا أَستطيع المرور عبر معبر يرفع العلم الإسرائيلي » , أَعلنها واضحةَ , مُجلجلة , لا لُبسَ فيها , بعدما إستطاب غيره الرجوع إليها , قالها ليتَردد صَداها ثانيةً , لحظةَ الاحتضار : « سيأتي يوم تزال فيها كل المعابر إلى فلسطـين »..

هكذا , تركنا في حضرة جسده المُسجى نُراود حُلمنا , ونُفتش عمن بقي على قيده ,,

فأن نفقد أحبابا لنا , ومُلهمين , فذاك امتحان عسـير ,,

أم أنه القضاء , وقد باغتنا , بعدما توسلنا , وصلينا بملء جوارحنا : " اللُـطف فيه "..

هنيئاً لروحك الطاهرةُ مثواها ,,

وهنيئاً لنا رُوحـكَ الباقـــية ...





أسس «حركة القوميين العرب» و«الجبهة الشعبية» ... جورج حبش ... ضمير فلسطين ورمز وحدتها الوطنية

ماهر الطاهر*

في مساء يوم حزين (السبت 26/1/2008) وفي قلب العاصمة الأردنية – عمّان، توقف عن الخفقان قلب رجل كبير كان من أصدق الرجال وأخلص الرجال وأصلب الرجال، الدكتور جورج حبش، مؤسس حركة القوميين العرب قبل ستة عقود، ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل أربعة عقود.

آخر الكلمات التي سمعتها منه في غرفة العناية المشدّدة في مستشفى الأردن قبل يوم من رحيله وكان في كامل وعيه، سؤاله عن أخبار قطاع غزة والحصار المفروض على أهلنا هناك، ولما أخبرته أن الناس اقتحموا المعبر ابتسم قائلاً: سيأتي اليوم الذي تزول فيه الحدود بين الدول العربية ويتحقق حلم الوحدة.

بقلوب يعتصرها الحزن والألم، تودع فلسطين والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم كله القائد الرمز، المناضل الفلسطيني والقومي العربي الكبير جورج حبش الذي أفنى عمره حتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته وفي خدمة قضية الحرية في العالم.

بقي قابضاً على المبادئ كالقابض على الجمر، على رغم كل الظروف والعواصف والتحولات.

غادر موقعه كأمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحض إرادته لأنه آمن بالديموقراطية والتجديد، وأصر على ترك موقعه على رغم مطالبة رفاقه له بالبقاء.

غادر موقعه ولم يغادر مواقفه ومبادئه وقناعاته، وبقي يقدم النصيحة والمشورة حتى آخر لحظة من حياته، وكانت وصيته التمسك بالمبادئ ومواصلة النضال والمقاومة وتحقيق الوحدة الوطنية كشرط للانتصار وتحرير فلسطين.

في هذه السطور نقدم لمحة موجزة عن هذا القائد الفلسطيني والعربي الذي شكلت قضية فلسطين والوحدة العربية هاجسه اليومي منذ النكبة عام 1948 وحتى لحظة رحيله.

الميلاد والنشأة والتكوين

- ولد جورج حبش في الأول من آب (أغسطس) 1925 في مدينة اللد.

- بدأ دراسته في المدرسة الإنجيلية في المدينة نفسها، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة اللد الحكومية، وبقي فيها حتى إكمال المرحلة الابتدائية.

- تابع قسماً من دراسته الثانوية في المدرسة الأرثوذكسية في مدينة يافا، لأنه لم يكن في اللد ما يتجاوز دراسة المرحلة الابتدائية.

- واصل استكمال دراسته الثانوية في القدس، لأن المدرسة الأرثوذكسية في يافا لم تكن تشمل المرحلة الثانية بكاملها.

- أنهى دراسته الثانوية عام 1942 ونجح بتفوق.

- بعد حصوله على الشهادة الثانوية مارس التدريس لمدة عامين في يافا، في المدرسة التي تعلم فيها.

- في عام 1944 التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، لدراسة الطب.

- تأثر كغيره من أبناء فلسطين منذ الصغر بالأحداث السياسية في بلاده.

- تأثر بشكل خاص بالإضراب الكبير عام 1936، والثورة المسلحة أعوام 1936 – 1939.

- أحدث قرار التقسيم عام 1947 صدمة كبيرة في نفسه، ولم يكن يتصور أن من حق أحد أن يقسم وطنه ويحرمه من أرضه، أرض الآباء والأجداد عبر آلاف السنين.

- بعد قرار التقسيم أصبح تفاعله وتأثره بالأحداث السياسية أبعد مدى وأكثر عمقاً.

- في عام 1948، بدأت قوافل من الفلسطينيين الذين طردتهم عصابات شتيرن والهاغاناه بالتدفق على لبنان ومعظمهم كان من شمال فلسطين.

- لا يمكن أن ينسى الحال المأسوية التي كان عليها أبناء فلسطين، ولا يزال يتذكر بعض النشاطات التي قام بها ضمن مجموعات من الطلاب، حاولت أن توفر للناس بعض المتطلبات الدنيا للعيش من غذاء وكساء.

- مع انتهاء السنة الدراسية في صيف عام 1948، وجد أنه لا يستطيع البقاء في بيروت على رغم طلب أهله وأصدقائه، فتوجه إلى فلسطين من طريق شرق الأردن، لأن طريق الناقورة أصبحت غير سالكة.

- من شرق الأردن – عمان ذهب إلى بيت والده الذي بدأ حياته العملية في بيع بعض البضائع في القرى المحيطة بمدينة اللد، ومع الوقت تحسنت أوضاعه، وافتتح محلاً تجارياً في يافا وفي القدس.

- في الأيام التي سبقت احتلال اللد، لا يزال يذكر أن الثوار الفلسطينيين المدافعين عن وطنهم كانوا يتصدون لجيش الهاغاناه، ويدافعون عن اللد من الأطراف.

- كانت صدمته كبيرة عندما عرف أن اللد سقطت في أيدي القوات الصهيونية، ولم يكن قادراً على تصور ذلك. وتساءل مع كل الناس: أين الجيوش العربية؟

- يذكر أنه بعد أيام قليلة من احتلال اللد، ألقيت قنبلة على العصابات الصهيونية، فاتخذ هذا الحادث ذريعة للهجوم على بعض الناس المجتمعين في مسجد المدينة، وقتل عدد منهم.

- في تلك الفترة عمل جورج حبش في مركز للإسعاف، ولم يكن يعرف ما حل بأهله، وأهله لا يعرفون ما حل به.

- فوجئ بإحدى قريباته التي تمكنت من الوصول إلى مركز الإسعاف تطلب منه ضرورة الحضور للقاء مع شقيقته.

- كان يعرف أن شقيقته الكبرى مصابة بمرض التيفوئيد، واستطاع أن يستنتج أنها على الأرجح قد فارقت الحياة.

- اضطر أن يتحرك إلى بيت أخته، وفي الطريق لا يزال يذكر صور الكثير من جثث المدنيين العزل من السلاح ممن يعرف بعضهم، والذين قتلوا بأيدي الصهاينة.

- بعد وصوله إلى البيت علم أن شقيقته توفيت، وأن أهله اضطروا لدفنها في حديقة البيت بسبب استحالة الوصول إلى المقبرة.

- أثناء وجوده مع أهله في البيت تأتي مجموعة من الجنود الصهاينة وتطالبهم بمغادرة المنزل من دون أن يعرفوا إلى أين ولماذا؟ وفي الطريق جنود جالسون يشيرون لهم كيف يسيرون، حتى وجدوا أنفسهم خارج مدينة اللد.

- لا يزال يذكر ذلك اليوم الحار جداً، من شهر رمضان المبارك، حين كان بعض كبار السن غير قادرين على مواصلة السير بسبب العطش.

- كان أفراد الهاغاناه يفتشون الناس الخارجين من اللد، يسلبون النساء جواهرهن، والناس يشعرون بالخوف والضياع، الأطفال يصرخون، الشيوخ يلهثون، فأي إنسان يقاوم التفتيش يتعرض للرصاص.

- لا يزال جورج حبش يذكر ابن الجيران الذي حاول مقاومة التفتيش فأردي قتيلاً.

- شقيقة ابن الجيران الذي قتل تفارق الحياة بنوبة قلبية حزناً عليه.

- مآس لا يمكن وصفها ستبقى شاهداً على همجية الصهاينة وفاشيتهم.

- وصل جورج حبش مع أهله إلى رام الله، وأقاموا هناك.

- كان الناس يتلقفون الأخبار، ويعتقدون بأنهم سيعودون خلال أيام أو أسابيع.

- كان شعور الناس: هل معقول أن يتركنا العالم ويصمت على هذه الجريمة؟ وهل معقول أن تتخلى عنا الجيوش العربية؟.. لا يمكن تصور ذلك ولا بد أننا سنعود خلال أسبوع أو أسبوعين.

- أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهن جورج حبش في تلك اللحظات. وكان يسترجع بعض كلمات الأساتذة الأميركيين، في الجامعة الأميركية في بيروت، عن الحرية والكرامة، وحقوق الإنسان. وكان يتساءل: هل من المعقول أن كل الأشياء التي كنا نسمعها خدع وأكاذيب؟

- بعد النكبة، عاش جورج حبش صراعاً نفسياً حاداً بين إكمال الدراسة، أو التوقف عنها، انتهى بإكمال الدراسة بناءً على إلحاح والدته بشكل خاص، التي كانت تحلم أن تراه طبيباً.

- عاد إلى الجامعة، لكن تفكيره واهتمامه ومشاعره، انصبت حول المأساة التي حصلت.

الحياة السياسية والنضالية

- ترك احتلال القسم الأكبر من فلسطين آثاراً عميقة في تفكير جورج حبش، وكانت مشاعره تتأجج بالغضب والتحدي، وضرورة الرد على ما حصل.

- كانت جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1949، منتدى يهتم باللغة والآداب، حولته مجموعة من الشباب، من ضمنهم جورج حبش، إلى منتدى للنشاط السياسي والفكري. ومن خلال بعض النشاطات، حاول الشباب العربي الإجابة على أسئلة تفسر ما حصل في فلسطين. وكيف حصل، وما هو الرد.

- يذكر جورج حبش أنه تم تنظيم سلسلة من الندوات، تحدث فيها كبار ويتذكر منهم الشاعر العربي الكبير عمر أبو ريشة.

- كان الشباب العربي في تلك الفترة، يعاني حالاً من التمزق والغضب، والبحث عن طريقة للرد.

- كانت مشاعر جورج حبش وقناعاته، تتبلور باتجاه أن العنف هو الطريق الوحيد لاسترداد الحق، ومن هنا كان تحركه مع مجموعة صغيرة من الشباب العرب، الموجودين في سورية ولبنان والمشرق العربي لتشكيل «كتائب الفداء العربي».

- قامت كتائب الفداء العربي ببعض العمليات في ذلك الوقت، وبضرب بعض المؤسسات الصهيونية في الوطن العربي.

- انكشف تشكيل «كتائب الفداء العربي».

- بدأت تتبلور لدى جورج حبش فكرة وأهمية العمل من خلال الجماهير، وبين صفوفها، وهذا ما قاد إلى بداية التفكير بتأسيس حركة القوميين العرب.

- في بداية عام 1951، تخرج جورج حبش في الجامعة. وبدأ مع الشباب يفكر: وماذا بعد؟ وصلوا إلى حل أن يبقى في الجامعة الأميركية ويعمل على محاولة التدريس فيها بهدف الاستمرار في تعبئة وتنظيم الشباب العربي.

- في يوم، عندما كان معيداً في الجامعة، تم التخطيط لتظاهرة، فأحيطت الجامعة بالإجراءات الأمنية، وأغلقت أبوابها لمنع التظاهرة. وكانت الطريقة الوحيدة للتحدي والنجاح أن ينزل جورج حبش والشهيد وديع حداد، وغيرهم ويفتحوا الباب بالقوة.

- عرفت إدارة الجامعة أن أحد أساتذتها يحرض الطلاب على التظاهر ويخلع باب الجامعة، فقدم جورج حبش استقالته.

- بعد الاستقالة، تم الاتفاق أن يغادر جورج حبش إلى عمان لافتتاح عيادة، وبعد فترة يلحق به وديع حداد.

- في عمان افتتح جورج حبش عيادة طبية.

- أصبح الأردن المركز الذي يشرف من خلاله، جورج حبش، على ألوية حركة القوميين العرب، التي بدأت تتشكل في لبنان وسورية والخليج والعراق.

- في الأردن تم التفكير بضرورة شق مجرى للعمل بين الجماهير، من خلال بعض الوسائل وأهمها: العيادة المجانية، العمل في أحد نوادي الشباب، مدرسة لمكافحة الأمية، إصدار مجلة أطلق عليها اسم مجلة «الرأي».

- تابع جورج حبش، هذه النشاطات في الأردن، في الوقت الذي أشرف على النشاطات الأخرى في لبنان والكويت وسورية والعراق.

- انتقل إلى دمشق ثم غادر إلى الأردن.

- وبعد عودته جرت انتخابات نيابية، شارك فيها ومجموعة من أعضاء الحركة وأصدقائها بهدف الاتصال مع حركة الجماهير، وحصل جورج حبش على أصوات أكثر مما كان يتوقع، على رغم أنه لم ينجح في الانتخابات.

- في عام 1956، عقد المؤتمر التأسيسي الأول في الأردن، وتم اختيار اسم حركة القوميين العرب. وحضر المؤتمر مندوبون من: لبنان، العراق، سورية، الأردن، الكويت، وفلسطين.

- بعد قيام الوحدة بين مصر وسورية وتصاعد المد الناصري والتفاف الجماهير العربية حول قيادة عبد الناصر، طرح بعض مسؤولي الحركة سؤالاً حول مبرر استمرار وجود الحركة.

- جورج حبش مثل وجهة نظر أكدت ضرورة وأهمية تنظيم حركة الجماهير عبر إطار سياسي. وأن عبد الناصر يمثل القيادة الرسمية للجماهير العربية، والحركة واجبها تنظيم وتعبئة هذه الجماهير للنضال من أجل تحقيق الشعارات التي رفعها عبد الناصر.

- غادر جورج حبش الأردن إلى دمشق لتحديد الموقف، ومتابعة قيادة أوضاع الحركة، ورسم برنامج المستقبل بطموحاته الكبيرة.

- في صيف 1959 تم تأسيس ألوية لحركة القوميين العرب في ليبيا والسودان واليمن (بشطريه الشمالي والجنوبي)، ومناطق أخرى من الخليج العربي.

- عام 1961 وقع الانفصال، وانفك عقد الوحدة بين مصر وسورية. فقامت التظاهرات والتحركات الجماهيرية المطالبة بإعادة الوحدة، وإسقاط الانفصال. ولعبت الحركة دوراً في تحريك الشارع العربي، وبشكل خاص في سورية.

- في هذه الفترة تم اعتقال جورج حبش ثم أفرج عنه.

- عام 1963، حصل انقلاب جاسم علوان في دمشق، والذي كان يستهدف إعادة الوحدة الفورية مع مصر، وكان جورج حبش أحد المتهمين بالتخطيط لهذا الانقلاب.

- اختفى جورج حبش لمدة تسعة شهور، غادر بعدها إلى لبنان لقيادة عمل حركة القوميين العرب.

- بداية عام 1964، غادر جورج حبش إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة ومودة.

- طرح جورج حبش على عبد الناصر، موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين، ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن يتم التنفيذ في اللحظة المناسبة.

- عام 1967 وقع زلزال الخامس من حزيران (يونيو)، وكانت الصدمة الكبيرة والتحول النوعي العميق في فكرة جورج حبش.

التطور الفكري والسياسي (الثوابت والتحولات)

- شكلت هزيمة الخامس من حزيران نقطة تحول عميقة في مسار تفكير جورج حبش، وحركة القوميين العرب، وحصل في ضوء هذه الهزيمة أكبر تطور فكري لدى جورج حبش.

- كان بعد تجربة الانفصال عام 1961، وسقوط تجربة الوحدة بين مصر وسورية، بدأ يفكر بأهمية القضية الطبقية، أي تبني الاشتراكية العلمية، وأهمية العمل الوطني ضمن الإطار القومي. لكن هذا التفكير لم يتبلور بصورة واضحة إلا بعد هزيمة حزيران التي بلورت العديد من القضايا السياسية والنظرية في ذهن جورج حبش خلاصتها وأهمها:

1- أهمية الفكر الثوري، والمسألة الاجتماعية الطبقية.

2- الإطار القومي للنضال العربي: لا يجوز أن يغيب أهمية وإبراز النضال الوطني والشخصية الوطنية الفلسطينية.

3- الجماهير المنظمة والمعبأة هي وحدها صانعة التاريخ، وهي الأساس في معركة التحرير.

4- أهمية وضرورة العنف والكفاح الجماهيري المسلح كأرقى شكل من أشكال النضال، في مواجهة العدو الصهيوني.

5- ترابط حلقات النضال الثلاث: الفلسطينية، والعربية، والأممية.

- هذه الموضوعات والاستخلاصات النظرية والسياسية، التي بلورتها الهزيمة مهدت لنشوء وتكون «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

- بعد هزيمة حزيران تم الإعداد لتأسيس الجبهة. وفي الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) 1967 تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا المنعطف لم يكن يعني انتهاء قناعات جورج حبش في ما يتعلق بالقضية القومية والوحدة العربية، ولكن التركيز والاهتمام أصبح منصباً على العمل الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي ستلعب دوراً أساسياً في تحقيق الوحدة.

- شكل تأسيس الجبهة الشعبية انطواء مرحلة في عمل ونضال حركة القوميين العرب وبداية مرحلة جديدة.

- في آذار (مارس) 1968، اعتقل جورج حبش في سورية، وشكل الاعتقال فرصة ثمينة له لتكثيف مطالعاته.

- نجح في الهروب من السجن في سورية، من خلال عملية دقيقة خطط لها وديع حداد، وغادر إلى لبنان، ثم سافر إلى القاهرة، حيث قابل الرئيس الراحل عبد الناصر للمرة الأولى بعد هزيمة الخامس من حزيران.

- جرى عتاب بين عبد الناصر وجورج حبش، بسبب نقد بعض جوانب التجربة الناصرية، وأوضح جورج حبش موقفه وقناعاته المبدئية. وجرى الاتفاق على ضرورة استمرار التعاون ودعم المقاومة الفلسطينية المسلحة.

- وقف جمال عبد الناصر موقفاً مبدئياً في دعم الكفاح المسلح الفلسطيني وقال لجورج حبش سأكون مع أي مناضل يقاتل ضد إسرائيل.

- كان عام 1972 من الأعوام الصعبة بالنسبة لجورج حبش، حيث أصيب بأزمة قلبية حادة، وفوجئ باغتيال رفيقه غسان كنفاني.

- في آب (أغسطس) 1973 يقوم الطيران الحربي الإسرائيلي، بمحاولته الأولى لاختطاف طائرة الـ «ميدل إيست» (شركة طيران الشرق الأوسط) المتوجهة من بيروت إلى بغداد، والتي كان يفترض أن يكون على متنها جورج حبش، لكن جنرالات إسرائيل وعلى رأسهم موشي دايان يصابون بخيبة أمل. حيث تم إجبار الطائرة على الهبوط في أرض فلسطين، لكن جورج حبش لم يكن على متنها.

- في عام 1975، واجه جورج حبش الحرب الأهلية في لبنان. وأكد ضرورة أن يكون التحالف الفلسطيني – الوطني اللبناني بقيادة الحركة الوطنية، وليس العكس.

- في عام 1978 تقوم إسرائيل بمحاولة اجتياحها الأولى للجنوب اللبناني، ويعطي جورج حبش التعليمات للقيادة العسكرية للجبهة بالصمود والتصدي للعدوان، وعدم الانسحاب من مدينة صور مهما كانت النتائج.

- في عام 1979، بدأ جورج حبش بالإعداد للمؤتمر الوطني الرابع للجبهة الشعبية وأنجز التقرير السياسي للمؤتمر.

- في عام 1980 أصيب جورج حبش بأزمة صحية وأجريت له عملية جراحية في الدماغ كان من مضاعفاتها أصابته بالشلل النصفي.

- خضع لعناية طبية مكثفة، اشترك فيها الطاقم الطبي للرئاسة الجزائرية وأرسل له الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي ربطت جورج حبش به، صداقة عميقة، طائرة نقلته من بيروت إلى دمشق ثم إلى الخارج لتلقي العلاج.

- في نيسان (ابريل) 1981، عُقد المؤتمر الوطني الرابع للجبهة الشعبية بعد شفاء جورج حبش، وكان من أنجح المؤتمرات في حياة الجبهة.

- قال جورج حبش في جلسة افتتاح المؤتمر: «أنه يشعر بالفخر والاعتزاز، لأنه أسس عملاً سيستمر ويتواصل وينتصر».

- في عام 1982، وأثناء الحصار الإسرائيلي لمدينة بيروت، رفع جورج حبش شعار: لنجعل من بيروت أسطورة في الصمود، وصمد شعب لبنان وفلسطين لأشهر عدة.

- في أحد أيام الحصار، وبعد قصف الطيران الإسرائيلي الهمجي على بيروت لمدة 18 ساعة متواصلة، وبعد أن تغيرت معالم بيروت البطلة، سأله أحد الصحافيين الأجانب: ماذا يوحي لك هذا القصف؟ أجاب جورج حبش: المزيد من حب السلام، المزيد من حب الأطفال، المزيد من التصميم على مواجهة العدو لاجتثاث المشروع الصهيوني وبناء السلام.

- عاشت الساحة الفلسطينية بعد الخروج من بيروت أزمة داخلية، عاصفة، وانقساماً عميقاً، كاد أن يهدد وجود الثورة الفلسطينية.

- بعد مرور 4 سنوات على الأزمة الداخلية والانقسام في منظمة التحرير الفلسطينية، جرت حوارات بين جورج حبش والشهيد أبو جهاد/خليل الوزير في العاصمة التشيكية. وتعرف جورج حبش على أبو جهاد عن قرب، وتلمس إمكانيات استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

- في نيسان 1987، عُقد المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الجزائرية.

- في التاسع من كانون الأول 1987 اندلعت انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.

- نظر جورج حبش إلى الانتفاضة باعتبارها محطة نوعية هامة ومنعطفاً تاريخياً يؤسس لمرحلة جديدة في النضال الوطني الفلسطيني بشكل خاص، والنضال التحرري العربي بشكل عام، فرفع شعار: لتكن الانتفاضة محور عملنا في الجبهة الشعبية والثورة الفلسطينية.

- أكد جورج حبش أهمية الحماية السياسية للانتفاضة، والتمسك الثابت بشعارها الناظم المتمثل بتحقيق الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة، ورفض بحزم سياسة التنازلات المجانية لبعض الاتجاهات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

- مرت تجربة الدكتور جورج حبش النضالية، القومية الوطنية، على امتداد العقود الستة الماضية بمنعطفات كبيرة وتطورات عميقة، ولكن على رغم كل التحولات، فإن تجربة الحياة الغنية بلورت في ذهن جورج حبش مجموعة من الثوابت تمثل جوهر تفكيره ومنطلق مواقفه، أهمها:

1- حقيقة الكيان الصهيوني، ككيان عنصري استيطاني، يمثل أسوأ ظاهرة استعمارية في هذا العصر، لا يمكن التعايش معها، أو التسليم بوجودها.

2- ترابط أشكال النضال وفي طليعتها العمل المسلح، كأرقى شكل كفاحي تفرضه طبيعة العدو العنصري الذي نواجهه.

3- ترابط النضال الوطني الفلسطيني مع النضال العربي، وأهمية إبراز الشخصية الوطنية الفلسطينية كنقيض للمشروع الصهيوني، ولكن في الوقت نفسه، الإيمان العميق والعلمي بقومية المعركة وترابط النضال الفلسطيني الوثيق والجدلي مع نضال حركة التحرر الوطني العربية.

إيمان جورج حبش بالوحدة العربية لم يتزعزع على امتداد تاريخ كفاحه الطويل، فقد آمن بعمق أن الجماهير العربية وقواها الطليعية على رغم واقع التجزئة والكيانات القطرية ستتمكن من تحقيق وحدتها وبناء مجتمعها الديموقراطي الاشتراكي الموحد.

4- أهمية وضرورة الربط الدقيق والواضح بين التكتيك والاستراتيجية، التي تستهدف في النهاية تحرير كامل تراب فلسطين.

5- أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي من شروط الانتصار.

6- أهمية ترابط وتكامل حلقات النضال الفلسطيني والعربي والأممي.

- في المؤتمر العام السادس للجبهة في تموز (يوليو) 2000، ألقى حبش كلمة شاملة تضمنت قضايا أساسية في الفكر والسياسة والتنظيم جمعت خلاصة القضايا الجوهرية التي أراد التركيز عليها، وخاطب أعضاء المؤتمر موضحاً أسباب قراره بالتنحي عن موقعه، قائلاً: هناك سببان رئيسيان يقفان وراء قراره:

الأول: رغبة تبلورت لديه بتقديم مثال ونموذج بأن الإنسان المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء من دون مواقع قيادية رسمية.

الثاني: شعوره أن من الأفضل أن يتفرغ لمهام بحثية من خلال توثيق تجربة حركة القوميين العرب، وتأسيس مركز للدراسات هدفه دراسة التجارب الوطنية الفلسطينية والعربية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Che.Khal6d
.
.
Che.Khal6d


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 300
العمر : 40
الموقع : http://www.jbhawy.yoo7.com/
تاريخ التسجيل : 22/03/2010

مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش   مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش Icon_minitime2010-12-14, 14:15

وداعاً جورج حبش ... يا حكيم وربيع وقائد الثورة

المجد كل المجد لك والخلود لروحك الطيب وداعاً حكيم ثورتنا الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقلات حول وفاة الحكيم جورج حبش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحكيم في صور ..
» حصريا صورة للمكان الذي يرقد فيه الحكيم
» جميل مزهر امتداد لصرخة الحكيم / المقهوريين والمستغلين أولاً
» الفيلم الوثائقي لحكيم الثورة المؤسس جورج حبش
» الفيلم الوثائقي عن حكيم ثورتنا القائد د. جورج حبش الأن على اليوتيوب كاملاً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ღღ الأقســـام الفلسـطينيـة ღღ :: .:: قسـم القادة الجبهاويين الثوريين ::.-
انتقل الى: