Che.Khal6d .
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 300 العمر : 40 الموقع : http://www.jbhawy.yoo7.com/ تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: في يوم الاسير رحلت والدته وهي تنتظر عناقه وزفافهالرفيق مؤيد عبد الصمد 2010-04-27, 18:50 | |
| في يوم الاسير رحلت والدته وهي تنتظر عناقه وزفافه الاسير الرفيق مؤيد عبد الصمد "للقدس" من سجنه : كل ما نتمناه ونطالب به في يومنا اعلان الاتفاق الوطني
جريدة القدس: لا يرمز السابع عشر من نيسان يوم الاسير لصور ومحطات من الصمود والتحدي في مواجهة محن وعذابات الاعتقال في حياة الاسير مؤيد عبد الرحيم اسعد عبد الصمد احد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واحد عمدائها في السجون الاسرائيلية , ففيه تتفتح الجراح والصور الاشد الما في حياته لانه في مثل هذا اليوم قبل اربع سنوات رحلت والدته عن عمر يناهز "75 "عاما بعدما عاشت رحلة عذاب مريرة على بوابات السجون تنتظر لحظة عناقه والفرح بزفافه , وقبلها بعامين رحل والده , ورغم ذلك فان عبد الصمد الذي امضى 23 عاما خلف القضبان لا زال يصر على الصمود والتحدي والعطاء , فكرس مهاراته الادبية والابداعية للكتابة , وصدر له ديوان شعري بعنوان "رسائل من خلف الشبك " , وحاليا يعكف على كتابة رواية لم تكتمل بعنوان " سيرة ذاتية لشخص عادي " اضافه لاستمراره في كتابة القصائد الشعرية والمقالات , وفي يوم الاسير اجرى مراسل "القدس " اللقاء التالي مع الاسير عبد الصمد الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة , في سجنه جلبوع . ----------------------------- السيرة الذاتية:
س : تشتهر بلقب " الشيص " فهل تعرفنا على بطاقتك الشخصية , واعتقالاتك؟
ج :في أكناف بلدة عنبتا ولدت عام 1962 لاسرة مكونة من 14 نفر وكان ترتيبي التاسع فيها ,وفي عنبتا نشأت وترعرعت محبا لوطني وبلدتي،صديقا مناصر لعامة الشعب وفئاته المتجذرة في الأرض، الفئات التي لا تقبل إلا بحقها الطبيعي في وطن متحرر مستقل. وكنت في مدرستي تلميذاً يبحث في التاريخ عن امتداده، وفي العلوم عن معادلات الصراع الذي يقوده للنصر، وفي المنطق عن حتمية انتصار العدالة التي تكفل لشعبنا حقوقه المشروعة، كنت مع الفلاحين فلاحا يزرع الأرض ويرطب تربتها بعرقه الزكي فيرسم صورة للإنتماء الحقيقي، وكنت مع العمال عاملاً يشد يديه إلى أيديهم في وضع لبنات دولته المستقلة.
أنهيت دراستي الثانوية وحب الوطن ينمو بقلبي ووجداني وسافرت إلى بنغلادش لإكمال تحصيلي الجامعي، فأنخرطت في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل سري , ثم توجهت إلى سوريا ولبنان للمشاركة الفعلية في العمل العسكري والتدرب ضمن المجموعات العسكرية للجبهة الشعبية.
وبعد سنة عدت إلى الوطن وبدأت نضالي السري، ثم ما لبث أن أعتقلت سنة 82 لمدة ثلاث سنوات ونصف، لم تمنعني من استكمال النضال، فبعد أن تحرر ت من تجربتي الأعتقالية الأولى بدأت من جديد بتنظيم المجموعات العسكرية لمقاومة الأحتلال فأعتقلت مرة أخرى في 14-6-1987 وحكم علي بالسجن مدى الحياة قيضت منها للآن 23 عاما ولم تهن العزيمة،لاننا اصحاب قضية عادلة ورسالة وطنية نننتمي لمدرسة الحكيم المؤسس الراحل جورج حبش والامين العام الشهيد ابو علي مصطفى , ونصر على ان نبقى مع شعبنا في خندق فلسطين حتى النصر . --------------------------------------------------------------------------- ذكريات لا تنسى
س : في يوم الاسير رحلت والدتك وقبلها والدك , فهل تحدثنا عن ذلك ؟
ج : منذ اعتقالي تعرضت لهجمة شرسة من قبل المخابرات الاسرائيلية التي استهدفتني بالتحقيق القاسي والعزل لفترات طويلة , وكان لذلك تاثير كبير على اسرتي خاصة والدي الذين تذوقا عذابات المرار في رحلة عذابي , واكثر ما كان يحزنني دموع والدتي وهي تحصي الايام والاشهر والسنوات بانتظار حريتي , كانت في كل زيارة تتالم وتتمنى ان يفرج عني لتفرح , فرغم ان جميع اشقائي تزوجوا ورزقوا بالاولاد , فانها لم تفرح , ولطالما كررت مع والدي امامي ان فرحتهما ستبقى مفقودة ما دمت اسير , امي كانت تشارك في كل الفعاليات التضامنية , وفي يوم الاسير كانت تتمنى ان يتحقق الحلم , لذلك ففي يوم الاسير اشعر بحزن والم وشوق لوالدتي التي قاومت المرض وهي تصر على زيارتي , وفي 17-4-2006 لحقت بوالدي الذي توفي عام 2004 , ففي يوم الاسير تتضاعف الالامي واحزاني وانا افقتد والدتي التي لا يمكن ان يعوضني عنها شيء , والتي رحلت حزينة جراء اعتقالي المستمر , وخاصة انها تجرعت عبر السنوات الطويلة مرارة شطب اسمي من عمليات التبادل والافراجات , فامي استشهدت في يوم الاسير وذكراها ستبقى حية , لتزرع في قلبي الامل والارادة والاصرار على مواصلة معركة الامل حتى تحطيم القيود وتبييض السجون , ويوم الاسير هو يوم خاص لامي وكل الامهات الصابرات اللواتي لا زلن يتمسكن بالامل بحريتنا . --------------------------------------------------------------------------- الوضع السياسي الراهن والمخرج
س : القضية الفلسطينية تمر بمعترك خطير وسط سياسات حكومة نتيناهو وضعف عربي وتامر دولي وتبدد أي جهود للعودة للمفاوضات , فكيف ترصد صورة المشهد الفلسطيني ؟
ج : ان القضية الفلسطينية تعيش مرحلة هي الاخطر في مساراتها والتي تعتبر اشد قساوة واكثر صعوبة وخطرا من مرحلة النكبة وحتى النكسة ,خاصة في ظل العجز والصمت والتامر العربي وهو حالة لم تتغير منذ بدء المشروع الاسرائيلي , وفي ظل المواقف الدولية العاجزة والمتامرة والداعمة لاسرائيل , فالاحتلال الذي اكد انه العدو الوحيد لخيار السلام , رغم كل ما قدمه الفلسطينيون من تنازلات خطيرة , يواصل سياسة الاستفراد وادارة الظهر للعالم , وحتى لشريكه في مشروع السلام , وما اعلنه نتيناهو من سياسات لم تكن مستغربة بالنسبة لنا , كونها تشكل الجوهر الحقيقي لوجه الاحتلال الذي لم يتخلى رغم السلام الزائف عن اهدافه في تدمير وشطب قضيتنا ومسح شعبنا عن الوجود , فالاحتلال مشروع استيطاني كولنيالي احلالي عنصري , تقوم ركيزته على نفي شعبنا , ونعتقد ان ما قيل ويقال عن محاولات لمفاوضات مباشرة وغير مباشرة , فانها لن تغير من الواقع شيئا , والسلوك العملي لحكومة نتيناهو يؤكد ذلك , فالحصار مستمرة والموت يتربص بشعبنا في كل الوطن سواء بالطوق والاغلاق والحصار والحواجز والجدار او الاغتيالات والاعتقالات ومخططات النهب والتهويد والاستيطان , واخرها ما يجري في القدس والخليل , لذلك فان الوقت اصبح مناسبا لكي يقف الجميع امام مسؤولياته , واعلان مواقف واضحة وصريحة في مواجهة مخططات وسياسات الاحتلال , فالسلام قتله الاحتلال واعدمه ودفنه منذ سنوات , ويجب الاعتراف بفشل الخيارات المطروحه , و أهمية المراجعة السياسية لمسيرة المفاوضات والنهج الذي قامت عليه، والذي يتطلب الكف عن المراهنة على الدور الأمريكي ومرجعيته لما يسمى بالمفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، واشتقاق استراتيجية وطنية كفاحية بديلة تنهي الانقسام وتقوم بالمرحلة الانتقالية، والتأكيد على الحماية الدولية المؤقتة لشعبنا تحت إشراف الأمم المتحدة، والتمسك بعقد المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات بحضور كافة الأطراف الدولية ذات الصلة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تعترف بحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في الاستقلال الناجز والعودة وتقرير المصير، وتمكين شعبنا من نيل سيادته في الدولة المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعاصمتها القدس, ونحذر هنا من خطر تبديد الوقت في التحليل والانتظار لمواقف جديدة من الادارة الامريكية وغيرها من الاطراف التي اثبت في مواقفها من مجمل ما تعرض له شعبنا من عدوان سواء في قضية الجدار العنصري او الحرب على غزة او الحصار المفروض عليها ,وما يمارس من هجمة على القدس والخليل وار ضنا , فشعبنا إذ ينظر بعين الريبة والشك والرفض والإدانة اتجاه المواقف اللفظية للإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية التي تحجم عن ترجمة مزاعمها عن الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الانسان واتفاقيات جنيف الرابعة، وتتهرب من القيام بمسئولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية بوضع الاحتلال موضع المساءلة والمحاسبة والردع على جرائمه بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، والذي تجلى ً في الموقف والتصويت في مجلس حقوق الإنسان والجمعية العمومية للأمم المتحدة بخصوص " تقرير جولدستون" او حرب ومخططات تهويد القدس , فإنه يرى في ازدواجية المواقف والمعايير هذه والسياسات المنافقة المتبعة من هذه الدول شكلاً من أشكال الدعم الأعمى للاحتلال الذي يضع مواقف هذه الدول في موقع الشريك وفقدان الأهلية للقيام بدور الوسيط , وبالتالي لم يبقى امامنا سوى الرهان على شعبنا وقواه وفصائله , وجميعها ستبقى مشلولة غير قادرة على الحركة في ظل لانقسام . ---------------------------------------------------------------------------------------------- الانقسام الفلسطيني:
س : صورة المشهد الفلسطيني الناجمة عن الانقسام لا زالت تتفاعل في ظل فشل الجهود لتحقيق المصالحة , كيف ترون المخرج كحركة اسيرة ؟
ج : خنجر مغروس في القلب , وجرح نازف بلا توقف , وانتكاسة جديدة هذا اقل ما يمكن ان يوصف به الانقسام الذي نتجرع مرارة استمراره ليل نهار , ونصر على ادانته ورفضه والاصرار على وضع حد له , وباي طريقه ومهما كان الثمن , فشعبنا الذي سطر كل ملاحم الصمود , وشهدائنا الذين تسابقوا على مذبح الحرية , واسرانا الذين وهبوا انفسهم من اجل فلسطين , لا يستحقون ان يستمر الانقسام الذي يخدم الاحتلال ومصالحه ومخططاته , ان الانقسام اخطر من النكبة الاولى والثانية وكل النكبات التي مرت بشعبنا , لذلك فاننا وبعيدا عن التنظيرات نرى ان المطلوب خطوات عملية لاغلاق هذه الصفحة الاسود , والاسوء والاقسى بكل المعايير , وما دام هناك انقسام فنحن ضعفاء , وسنبقى ضعفاء , ونمنح الاحتلال السطوة والقوة ليواصل جرائمه ومجازره , لذلك نجدد الدعوة وباصرار للعودة لوثيقة الوفاق التي خطها الاسرى , وشطب كل العقبات والعراقيل , ونؤكد شطب وليس تفاوض ونقاش يدور في حلقة مفرغة , بينما يسلبنا الاحتلال كل مقومات وجودنا , وفي يوم الاسير , نقول لكل من يتحدث عن الاسرى والقضية والثوابت والقدس بان الوفاء لهؤلاء والحفاظ على تضحياتهم يتمثل في خطوة واحدة هي المصالحة والاتفاق والوحدة , لا نريد خطابات او شعارات ومهرجانات , نريد فعلا ينتصر لدم الشهيد والجريح وحلم الاسير وهدف المبعد , وأحلام كل فلسطيني , لان الانقسام يسلبنا حتى احلامنا, ونحن كاسرى نشد على كل الايدي المحبة لفلسطين , والتي تسارع لتوقيع المصالحة قبل فوات الاوان . ------------------------------------------------------------------------------- اوضاع الاسرى
س : في يوم الاسير الفلسطيني كيف تصف واقع الاسرى وما هو المطلوب رسميا وشعبيا ؟
ج : قضية الاسرى كانت من اكثر المفاصل التي تاثرت بفعل الانقسام , وللاسف لم يتنبه الكثيرون لما ندفعه كثمن مع كل شعبنا لمصيبة الانقسام , التي استثمرتها ادارة السجون التي انقلبت على ما حققناه عبر عقود من انجازات كان ثمنها دمنا وشهدائنا وتضحياتنا , وان الاوضاع العامة تشير لان خطة نتيناهو تستهدف الكل الفلسطيني وفي اطاره الاسرى , فياتي يوم الاسير وحالنا في اسوء صوره معاناة بالغة للمرضى وخطر يتهدد حياتهم , مداهمات يومية وتفتيشات مهينة , وجبات طعام سيئة , حرمان من الدراسة , عزل في مدافن الموت البطيء , ومنع المئات من الزيارات , حتى اصبحنا نعيش في سجن داخل سجن , وهذا يؤكد اهمية التفنن في خلق اليات جديدة تفعل قضيتنا , وتعيدها لمركزها على راس قائمة الاولويات والثوابت الفلسطينية , ان المطلوب التعامل معنا ليس كشكل خطابي في مناسبة اعتيادية , تقام فيها المهرجانات وتتردد الخطب ثم تنتهي القضية , فاعتقال المئات منذ عقود , وبعضهم امضى 33 عاما في الاسر , ورفض اسرائيل الافراج عنهم , وتصعيد الهجمة الشرسة بحقنا , بحاجة لنضال يومي متواصل محليا وعربيا ودوليا ورسميا وشعبيا , حتى لا تتكرر اخطاء الماضي التي لا زلنا ندفع ثمنها , ويوم الاسير يجب ان يكون بداية للعمل الرسمي والشعبي اليومي المتواصل لتعزيز صمودنا وخلق ادوات ضغط لمنع الاستفراد بنا , على طريق كسر القيود وتحريرنا . ------------------------------------------------------------------------------------------ رسالة:
س : امضيت 23 عاما في السجن , فما هي رسالتك في يوم الاسير ؟
ج : رسالتي للكل الفلسطيني وخاصة لامناء وقادة الفصائل الوطنية والاسلامية ومنظمة التحرير الفلسطيني ومؤسسات وجماهير شعبنا بضرورة ان ترتقي مستوى الفعاليات التي تنظم بيوم الاسير لمستوى التضحيات والنضالات التي قدمها الاسرى حتى لا تبقى قضيتنا موسمية , والثانية ضرورة انجاز المصالحة , بشكل مباشر نطالب بحوار مفتوح ومستمر يتوج بمصالحة عملية تنتهي فيها كل المحطات المؤلمة , وان كل ما نتمناه ونطالب به في يومنا اعلان الاتفاق الوطني , لنؤسس لمرحلة جديدة نتمكن عبرها من مواصلة مسيرتنا النضالية ومعركة شعبنا , وتذكروا ان امي رحلت وهي تحلم بحرية ابنها وارضها وشعبها , وان هناك الاف الامهات ممن لا زلن يتمسكن بالحلم فلا تحرمونا واياهن منه .
| |
|